الرئيسية
أحدث الصور
من طرف كلمة لا بد منها .. يكتبها : نزار جمول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جهابذة كرتنا .. وملهاة التحقيق في الفساد الكروي ..!
=========================================
لم يبق على اتحاد كرة القدم أو ما تبقى منه إلا أن يحزم أمتعته جيداً ليستعد للرحيل على متن طائرة التراجع الكروي السيراليونية لتحط في مطار المحاسبة الجماهيرية قبل الرسمية ..!
فهاهو فجرهم الكروي وليلهم الطويل يؤدي دوراً هزلياً في ملهاة ( التحقيق الكروي ) للنظر في الفساد الذي يعشعش في الدوري ، وقد نسوا جهابذة كرتنا أن الفساد سكن كرتنا ودوريها منذ ما يقارب الثلاثين عاماً ، لكن هذا الموسم تميز الفساد فيه بأنه أصبح مكشوفاً وعلى عينك يا تاجر بدون أن يكون للضوابط الرياضية أية مراعاة للمشاعر ، ولكن المثير للدهشة في هذا الموسم بأن عمليات بيع وشراء المباريات وصلت إلى أوجها وبعلم اتحاد الكرة عن طريق المراقبين والحكام الذين يتم تعينهم للمباريات من قبل الاتحاد ، ولكي تصبح عمليات الفساد مشروعة خلال سير الدوري فقد طنش هؤلاء المراقبين وسدوا آذانهم وأراحوا ضمائرهم في مخزن ضاع قفله في كواليس اتحاد الكرة لأسباب متعددة أهمها الترغيب تارةً والترهيب تارةً أخرى ..!
وعندما وصلت الأمور إلى حد لا يطاق في دوري المحترفين وخاصة في مراحله الأخيرة ، إذ عمل المفسدين في أرض كرتنا على احتراف التطبيقات للحكام والمراقبين واللاعبين بعيداً عن قيم المنافسة الشريفة ، كان لا بد لاتحادنا الكروي لأن يسارع للملمة دوريه وتشكيل لجنة تحقيق للبحث فيما يجري في الدوري من فساد وفوجئت الأوساط الكروية بماهية اللجنة وعناصرها الأساسية ، فمن المفترض أن تكون أية لجنة تحقيق مبنية على الحيادية وبعيداً عن أية انتماءات وتجاذبات ، ولكي تبني هذه اللجنة التحقيقية عملها على مبدأ الأكشن اعتمدت على السرية المعلنة ، وبدت للوهلة ألأولى أن تحقيقاتها ستذهب أدراج الرياح التي تتقاذف كرتنا في خضم عاصفة هوجاء ، وذلك لأن تأجيل إعلان النتائج المتكرر كان عنوان رئيسي لعملها لتخرج إلى الإعلام وتحدد يوم السبت الماضي في العشرين من هذا الشهر يوماً مشؤوماً في تاريخ رياضتنا وكرتنا ، لأن هذه النتائج خيبت الآمال كثيراً ، فليس من المعقول أن يكون كبش فداء فساد الدوري ناديين وثلاثة لاعبين وإداريين ومدربين فقط ..!
والأنكى من ذلك صدر قرار شطب ناديي جبلة والنواعير وتحرير كشوف لاعبيه لتنزل العقوبة بحق النادي وليس بالأشخاص ، لأن عمليات بيع وشراء المباريات يديرها أشخاص ذات صلة وبتنفيذ العنصر الرئيسي للمباريات ( اللاعبين ) ، فكيف لهذه اللجنة أن تعاقب النادي بعراقته وألعابه وأبطاله وتكافئ الأشخاص اللذين هم جذوة الفساد وثم تحرر كشوفهم ؟..!
وبعد كل ذلك لن يبقى لنا إلا أن نقول ، بات على القيادة السياسية التي سارعت إلى عدم وضع قرارات اللجنة في حيز التنفيذ إلا بعد توسع رقعة التحقيقات لتشمل كل المتورطين ، بأن تتخذ إجراءات الوقاية والسلامة التي سنختزلها بسؤال بات يؤرق جماهيرنا الكروية وهو ، إذا كانت لجنة التحقيق قد حققت وقررت ، فمن سيحقق معها ويحاسبها وينهي صلاحياتها المنتهية أصلاً ؟ .... انتهى
